Tuesday, May 8, 2007

بتعرف نفسك؟



تنتابنا بين فترة وآخرى نوبات من الفشل فى إقامة علاقة ناجحة مع أنفسنا ، يطل الفشل من المرآه ، تسود الصورة ، نقرر الهروب من العالم ، يبدو التخفى داخل وجوه مصطنعه حلا مرحليا ، كل الوجوه ليست لى .

أكرر التساؤل عن ماهيتى .. يبدو أن لا أحد يفهم طبيعة ما نمر به .. نزداد إكتئابا ، يمر الوطن كشريط مثير للتشاؤم ..تبدو عبارة لا امل شعارا مرحلياً .. تفائل .. ليست الصورة بهذه القتامه .. عبارات يرددها البعض فى تلك الاوقات التى يتناسون فيها هزائمهم .. كثيرا ما تنتابنا نوبات الغضب عند سماع هذه العبارات الا مجديه .. تبدو لى مثيرة للسخرية ، " مشكلتى اننى اعرف نفسى جيدا " عبارة اسمعها كثيرا ، لكننى اود التساؤل كيف تعرف نفسك ؟ .. عن تجربه يمكننى القول باننى طوال عمرى وانا اردد مثل هذه العباره " انا احفظ نفسى جيدا"

لكننى اكتشفت بعد فترة اننى لا اعرفنى .. او على الاقل اقف على حدود المعرفة ولا اتخطى ذلك .. كثيرون هم من لا يجيدون فهم ذواتهم ، لا يعرفون من هم بالتحديد تختلط عليهم الصورة ..تختلط عليهم الاهداف .. بمجرد ان يعرف أحد باننى علم نفس فيسالنى ذلك السؤال التقليدى " يعنى ممكن تحللينى ؟ ..هو انا عامل ازاى" انت من يمكنك تحليل ذاتك ..يمكنك رسم خطوطها بورقة وقلم بشكل دورى .. اكتب .. احفر داخلك وزل ذلك التراب المركون منذ سنوات .. اكتب يوميا عن نفسك عن مشاعرك عن احلامك عن اهدافك عن احزانك عن احباطاتك ..عن نجاحاتك ..ابحث عن كل شىء بجدية النية فى التغيير .. يبهرنى هؤلاء القادرين على التغيير من انفسهم ..هؤلاء المثابرون .. لا تبدا من جديد كما يقولون .. استمر ابحث فى الماضى ، ابحث ليس كل ما فعلته خطا ، ابحث عن نجاحات حققتها ، ابحث عن حلم منسى بين اشياؤك .. انطلق من الامل فى التغيير ، كافىء نفسك عندما تكتشف جديدا ، تتحدث الدراسات عن ان استخدام الورقة والقلم فى الكتابه عن المشاعر والاحلام مفيد جدا فى عملية التفريغ الانفعالى ، واستمرارية الحلم ..نحلم يوميا بعشرات الاشياء لكننا لا نثبتها .. لانتذكرها ..لا نخلق منها اهدافا ..ففارق كبير بين الحلم والهدف .. مشاريعنا كلها احلام ، لذا فنحن لا ننجز ..حتى بعض مشاريعنا السياسية التى نقودها لا تتعد الاحلام والاهداف التى لن نتمكن من تحقيقها .

ربما اتحدث الان عن مجموعات المساندة كاسلوب فى معرفتك بذاتك ، فكرة هذه المجموعات هو خلق بيئة آمنه تحمينا من صراعاتنا الداخلية والخارجية .. فمن ناحية ستحمينا من الاصابه بالمرض النفسى لانها تعمل على التفريغ الانفعالى اول باول ، ومن ناحية اخرى سنعتاد على الاستماع بدون مقاطعة ومناقشة واعتراض ..ليس مسموحا لرفيقى فى المجموعة ان يعترض عن مشاعرى ..فقط عليه ان يستمع اليها ويشاركنى بتشابه معى او يصمت .. رايت فى هذه المجموعات الكثير ، دخلتها بنية المشاهدة وربما كتابة قصة ، لكننى بعد فترة وجدت نفسى انسحب الى ذلك العالم وانظر داخلى انا الاخرى وكأن تلك العدوى لمستنى وبدات انظر فى رضوى أكتشف اشياء عديدة ، اتخذت قرارات هامه ومصيرية ، شعرت بالارتياح ، احاول الاستمرار فيما هو ابعد من ذلك ، تختلف المجموعات فى اهدافها فهناك مجموعة تعمل على الغضب وآخرى تعمل على من تعرضن لانتهاكات جنسية وهناك مجموعات لاكتشاف المشاعر ، ومجموعات للاعتمادية .

تعرف على نفسك ، انت تستحق ان تعرف نفسك اكثر ، فانت شخص مميز لانك ستفعل ذلك وتحاول التغيير .

lمواقع مفيدة عن مجموعات المساندة:-

http://www.divorcecare.com/

http://www.mdsg.org/

Thursday, May 3, 2007

هو انت اعتمادى؟

يجبرنا الحب احيانا على الاعتماديه ..نجد لذة حينما نشعر بان حياتنا لن تستمر بدون الطرف الاخر ، نستيقظ فى الصباح لنطمئن عليه ، تنتابنا نوبات هلع فجائيه بلا ادنى سبب واقعى للتفكير فى امكانيه فشل العلاقة ..تئن علينا تجاربنا السابقة ، يزداد الوجع بتذكر المزيد من خبراتنا الفاشله .. ربما لا يعرف البعض منا من الاعتمادية سوى الاعتماد على شخص اخر ، لكنها تختلف عن ذلك المفهوم الشائع ، واحب ان اذكر باننى ساقتصر هنا على تلك المظاهر الخاصة بعلاقات الحب .... فالتعريف البسيط للاعتماديه هو ان يعتمد الانسان فى استقراره الداخلى على امور خارجيه وبالتالى سنظل ندور فى دائرة البحث عن الاستقرار بالدخول فى تلك العلاقات التى تشعرنا بالامان وسنزداد هلعا كلما تبين لنا ان هذه العلاقة قد يشوبها شيئا ..

ظللت لفتره افكر فى العلاقة بين المفهوم الشائع للحب والاعتمادية كاضطراب فى الشخصية ، واخذت نفسى كمثال ، احب زوجى بشدة واحيانا اجد نفسى متورطة فى الجلوس بجواره فقط لاشعر بالامان رغم ان لدى اشياء هامه يمكننى انجازها واحيانا يمكننى الغائها لمجرد دعوة للخروج معا .. ظللت اقاوم لفتره ان ما يحدث معى هى اعتمادية بل هو مجرد علاقة حب عميقة ..لكن حججى كانت تسقط تباعا بمجرد معرفة المزيد عن الاعتمادية .. هناك فارق بين الحب العميق والاعتمادية ..فى العلاقة الناضجة يمكننى ان اقر باننى احبك لكن هناك اشياء على انجازها ويمكننا تاجيل مظاهر الحب لوقت اخر .. كثيرا ما اقف موقف الاستهزاء من هذا الكلام ..لكننى اصدقه عند رؤية الآم البعض ..فكثيرا ما نجد الزوجه المضحية بكل شىء من اجل علاقة ناجحة ..هذه المراة التى لا تشعر بالاستقرار الداخلى الا من خلال زوجها واولادها وربما تجن فعلا حينما يصيب احدهم سوءا .. والعكس ايضا ذلك الزوج الراعى لزوجته واولاده واحساسه بالمسؤلية يشعره بقيمته وعندما يصيب هذه المملكة سوء فانه يشعر بتهديد داخلى ربما يفقده قيمته .. فى الغالب لا يشعر الاعتمادى بقيمته الا داخل علاقته الاعتماديه واذا اهتزت تهتز معها قيمته واستقراره النفسي .

خطوات الشفاء من الاعتمادية طويلة وتحتاج لجهد يوازى تغيير سلوك ، جهد يبدء باقررارنا باننا نعانى بالفعل من اعتمادية ، ومحاولات جادة للخروج من هذه الدائرة ، كلما تصرفت بنضج وبشكل اقل اعتماديه يصيبنى زهو كبير بنفسي واحبط كثيرا عندما انتكس واكرر تلك السلوكيات .. ممتع ان تخوض تجربة تغيير ذاتك ..هناك الكثير بداخل كل منا ليغيره ، اكتشف ذاتى بالكتابه عنها فى تلك الدفاتر على المكتب وفى تلك المجموعات التى نتبادل فيها المشاعر ويحكى كل منا عن نفسه كما يشعر بها وعن اوجاعه كما تلسعه ، اشعر بالدفىء فى جو المجموعة ..اشعر بالمساندة الحقيقية ..لا اشعر بالخوف من اى هجوم فقواعد تلك المجموعة ستحمينى ..

احاول ان اضع الخطوط العريضة لمفهوم الاعتمادية ، ويمكنكم ان تقراوا المزيد هنا حول الاعتمادية ، كما يمكننى ترشيح كتاب هام فى هذا المجال وهو صحة العلاقات وبه فصول لتوضيح امكانية الشفاء من الاعتمادية ..الكتاب لطبيب نفسى اسمه اوسم وصفى ويباع فى مكتبة دار الثقافة خلف مجمع التحرير بجوار كنيسة قصر الدبارة ..ايضا لمن يحب الدخول الى تجربة المجموعات وخاصة ان منها من يخصص موضوعه للاعتمادية فيمكنه مراسلتى على الاميل لارشاده للمكان الملائم ..